توثيق البحث:

 أد. نبيل جاد عزمي (2025)، بحوث التفاعل في الوطن العربي، العدد الأول، في: مجلة بحوث التفاعل، نبيل جاد عزمي ، https://nabilazmy.com/hmmjournaldetails.php?id=9 ، تاريخ الاسترداد: 2025/12/07



 العدد الأول      2025

بحوث التفاعل في الوطن العربي

أد. نبيل جاد عزمي
بحوث التفاعل في الوطن العربي
على مدار عدة عقود؛ تم التعامل مع الأبحاث الخاصة بالتفاعل بين الاستعداد والمعالجة من زاوية واحدة وهي البحث عن أنسب المعالجات بالنسبة للاستعدادات التي تم تحديدها ومع هذا لم يتم الاستفادة من هذه النتائج التي تم التوصل لها سواء كان ذلك أبحاث تتعلق بالأساليب المعرفية أو بأساليب التعلم أو بالنسبة للخصائص المتنوعة للشخصية، وعلى الرغم من الوصول إلى عدد كبير من النتائج البحثية إلا أنه لم يتم الاستفادة من تلك النتائج، وعلى الرغم من المناداة بضرورة تفريد التعليم وتقديم ما يناسب كل متعلم وفقا لخصائص وسمات شخصيته إلا أنه لم يتم تجميع تلك النتائج وتصنيفها وتحديدها في اتجاهات واضحة يمكن الاستفادة منها عند تصميم بيئات التعلم التكيفية والتي تقوم علي وضع المتعلم على مسارات محددة وفقاً لاختبارات ومقاييس تصنف هؤلاء المتعلمين وفقا لسماتهم الشخصية وأساليب تعلمهم وخبراتهم السابقة وتفضيلاتهم التي يمكن تحديدها بالنسبة لكل متعلم أو مجموعة منهم باستخدام مقاييس واختبارات مقننة.
والمشروع الحالي يقدم إطار عمل يتضمن كيفية حصر وتجميع وتصنيف نتائج البحوث التي تمت على مستوى مصر والدول العربية والتي تمت بناء على تصنيف المتعلمين واعطائهم معالجات تجريبية، ومن ثم تصميم وانتاج قاعدة بيانات ضخمة يمكن من خلالها الرجوع الى اي نتيجة بحثية ومقارنتها بغيرها من البحوث المناظرة باستخدام نفس المعالجات أو باستخدام نفس سمات الشخصية، وبالتالي تقديم أداة لتيسير عمل المصممين التعليميين لبيئات التعلم التكيفية والتي يمكن من خلالها تقديم معالجات تجريبية تناسب كل متعلم على حدة أو على الأقل كل مجموعة من المتعلمين تشترك في نفس السمات وذلك وفقاً لمبدأ تفريد التعليم وتفريد المتعلمين.
وقد تم وضع المرحلة الأولى من النظام التفاعلي الخاص بتحليل بحوث التفاعل بين العوامل البشرية وتصنيف المتعلمين وبين وسائط التعلم التي تهم وبشكل أساسي المتخصصين في تكنولوجيا التعليم والتربية الخاصة وعلم النفس التربوي ..... وقد تم تحليل (999) بحث منشورة في عشرات المجلات المتخصصة ورسائل الماجستير والدكتوراه ... ولا زال التحليل مستمراً لزيادة العدد .... وقد انتشرت عينات البحوث لتغطي (10) دول عربية من جميع المراحل التعليمية .... يمكن للباحثين الدخول على هذه المرحلة لتفحص ما جاء بتحليل هذه البحوث من خلال 57 بيئة تعلم .... (102) متغير مستقل .... (168) مستوى للمتغيرات المستقلة ... (53) متغير تصنيفي .... (74) مستوى للمتغيرات التصنيفية .... (91) متغير تابع .... كنواتج لتحليل البحوث ال (999) حتى هذه اللحظة .... مع وضع تعريف مختصر محدد لكل عنصر من عناصر هذا التحليل مع توثيق معتمد لكل تعريف .... حتى يمكن أن يستفيد بها الباحثون التربويون عند اختيار متغيرات معينة لبحوثهم.
https://nabilazmy.com/analysis/main.php
وقد تم تحليل هذه العدد من البحوث (999 بحث)، وتمت محاولة غور أسبار الملامح الخاصة بتلك البحوث وتصنيفها تحت البارامترات المحددة للتحليل، والتي كان من أهمها:
طبيعة وعاء النشر: يوضح الشكل التالي النسب المئوية الخاصة بطبيعة وعاء النشر، وهي كانت كالتالي؛ مجلات علمية، أو رسائل أكاديمية، أو مؤتمرات؛ وقد أظهرت نتائج التحليل أن ما يزيد عن (77%) من تلك البحوث (التي تصل إلى ألف بحث تقريباً) قد نشرت في مجلات علمية متخصصة وهي في الأغلب الأعم مجلات تربوية أو متخصصة في أحد التخصصات التربوية مثل تكنولوجيا التعليم أو التربية الخاصة، أي أن أكثر من ثلاثة أرباع تلك البحوث قد نشر في مجلات عملية محكمة ومنشورة ومراجعة، كما أن أكثر من (19%) من تلك البحوث قد نشر في رسائل أكاديمية علمية سواء كانت ماجستير أو دكتوراه تم منحها في الجامعات العربية المختلفة، وكان أغلبها في أقسام تكنولوجيا التعليم أو التربية الخاصة أو المناهج، وبالتالي فإن خُمس إجمالي البحوث تقريباً يتمثل في الرسائل العلمية التربوية، وجاء في المركز الثالث والأخير وبنسبة لا تتعدى (3%) تقريباً تلك البحوث المنشورة في المؤتمرات العلمية، وربما يعود هذا لعدم الاهتمام بنشر ما تم عرضه في تلك المؤتمرات في دوريات منتظمة مطبوعة أو منشورة رقمياً، ويلاحظ أن هذه النسبة من البحوث هي ما تم نشره بالفعل في دوريات علمية لمؤتمرات بعض الجمعيات العلمية المتخصصة، مع الإشارة إلى أنه قد سبق عرضه في مؤتمرات تلك الجمعيات وإعادة نشره في عدد خاص من دورياتها.
 
جنسية عينة الدراسة: يوضح الشكل التالي طبيعة توزيع عينة البحث على الجنسيات العربية، وقد تم اعتبار جنسية الدولة في أي بحث هي جنسية العينة التي تم تطبيق البحث عليها (وليست جنسية الباحث أو الدولة التي تصدر وعاء النشر سواء مجلة علمية أو مؤتمر)، وهذا يرتبط أساساً بالفكرة الأساسية التي تقوم بها بحوث التفاعل بين الاستعدادات والمعالجات، فالاستعدادات هي ببساطة جزء من خصائص المتعلمين والتي ترتبط بطبيعة الحال بمستوياتهم الدراسي وبيئاتهم وجنسياتهم، وبحيث ترتبط نتائج تلك البحوث بتلك الخصائص وما نجم عنها من ملاحظات تؤخذ في الاعتبار عند تصميم بيئات التعلم التي تتناسب معهم.
وقد أظهرت نتائج الرصد والمسح أن تلك البحوث (999 بحث) قد تم تطبيقها على عينات من (10) دول عربية هي: مصر والسعودية والبحرين وقطر وسلطنة عمان واليمن والعراق والكويت والأردن وفلسطين، وقد تم رصد أكثر من (80%) من تلك البحوث تلك التي تم تطبيقها على عينات من مصر، يليها في العدد نسبة أكثر من (15%) تم تطبيقها على عينات في المملكة العربية السعودية، وتأتي في المرتبة الثالثة الكويت بنسبة تقترب من (1.4%) من إجمالي عدد البحوث، ومن بعدها تأتي بقية الدول العربية السبعة بنسب قليلة للغاية، ويلاحظ في هذه التحليل أنه من الممكن (وباحتمال عالٍ للغاية) أن تتغير تلك النسب عند التحليل التالي بإذن الله، وذلك عندما يمكن الوصول لمصادر نشر أوسع في تلك الدول العربية (وربما تنضم دول أخرى غيرها)، كما يعود هذا أيضاً إلى قصور بعض الجامعات العربية في نشر ملخصات وافية ومتكاملة للرسائل التي تمنح من خلالها، ومنها جامعات مصرية بها الكثير من الطلاب العرب الذين طبقوا دراساتهم في دولهم الأم، ولم يتمكن نظام التحليل من الوصول لهذه الرسائل أو ملخصاتها (والتي يمكن أن تغير من تلك النسب إلى حد كبير).
سنة النشر: يوضح الجدول التالي توزيعاً زمنياً للبحوث التي تم رصدها وتحليلها، والتي تم ملاحظتها موزعة من العام 1993 (على استحياء)، ومن ثم تدرجت في الظهور أو ملاحظة تزايدها ولكن بصورة بسيطة للغاية (وغير ملاحظة)، حتى جاء العام (2016) لتبدأ النسبة في التزايد الملحوظ وبنسبة (4.9%) ثم تزايدت تدريجياً حتى العام (2019) وبنسبة (11.7%)، ولكن انخفضت في العام (2020) بشكل غير مفهوم لتصل إلى (7.7%) لتعود بعد ذلك في العام (2021) إلى الارتفاع الطبيعي لها لتصل إلى نسبة (13.4%) ومن ثم تأخذ في الانخفاض التدريجي مرة أخرى حتى العام الحالي (2025).
واقع الأمر أن انخفاض تلك النسبة في العام (2020) عن معدل تزايدها الطبيعي عبر السنوات قد يرجع إلى انتشار وباء "الكوفيد" إلى ذروته مما أثر بشكل عام في الأنشطة البحثية بوجه عام ومنها تلك البحوث، كما يمكن تفسير الانخفاض التدريجي الحادث من العام (2022) وحتى (2025) فقط إلى إمكانية الوصول إلى تلك البحوث في أوعية نشرها؛ فمن المؤكد أنه في المرحلة التالية للتحليل والتي ستتم بنهاية عام (2025) أن تزداد تلك النسب للسنوات الثلاث الماضية حتى تصل إلى معدلات ارتفاعاتها الطبيعية.
المستوى الدراسي للعينة: تم تحليل المستوى الدراسي للعينات في تلك البحوث (فالاستعدادات غالباً بل من المؤكد ارتباطها بالمستوى الدراسي للمتعلم)، وقد تم تحديد ستة مستويات للعينات البحثية تبدأ من مرحلة رياض الأطفال (أقل من ست سنوات)، ثم المرحلة الابتدائية أو الأساسية (وهي غالباً السنوات الدراسية الستة الأولى في كل الدول العربية)، ثم الإعدادية أو المتوسطة (وهي السنوات الثلاث التالية)، ثم الثانوية أو المدرسة العليا (وهي السنوات الثلاث المتممة لاثنا عشر عاماً دراسية في عمر الطلاب)، ومن ثم تأتي المرحلة الجامعية (والتي غالباً ما تكون أربع سنوات دراسية)، ومن ثم المرحلة الأخيرة التي تتمثل في عينات بحثية من طلاب الدراسات العليا أو ما يطلق عليهم الخريجين وهم مرحلة ما بعد الدراسة الجامعية الأساسية.
وقد لوحظ أن أكبر العينات من حيث نسبة استخدامها في بحوث التفاعل كانت الطلاب الجامعيون وبنسبة (46%) من عدد البحوث التي تم تحليلها، يليها المرحلة الإعدادية وبنسبة (16%) ثم الابتدائية وبنسبة (14%)، ثم الخريجون وطلاب الدراسات العليا بنسبة (12%) ثم تأتي المرحلة الثانوية بنسبة (8%)، وتأتي في المرتبة الأخيرة وبنسبة ضئيلة للغاية أطفال ما قبل المدرسة وبنسبة أكبر قليلاً من (1%).
 
ويمكن ملاحظة الارتفاع الملحوظ للأبحاث التي استهدفت الطلاب الجامعيون، وقد يعود هذا إلى أن إجراء البحوث غالباً ما يكون بواسطة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية أو طلاب الدراسات العليا بتلك الجامعات، مما يجعل إمكانية الوصول والتعامل مع الطلاب الجامعيون أسهل وأبسط، بالإضافة لسهولة الحصول على الموافقات اللازمة لإجراء تلك البحوث داخل الأقسام العلمية التي يدرس بها الباحثون ويلتحق بها هؤلاء الطلاب من تلك العينات، كما أن انخفاض نسبة العينات في المرحلة الثانوية قد يعود لصعوبة التطبيق عليهم في المدارس المختلفة، نظراً للتعقيدات الإدارية الخاصة بالموافقات، مع اعتبارهم شهادة عامة وليس لديهم الوقت الكافي لمنحه للباحثين لتطبيق بحوثهم على عينات من المرحلة الثانوية، مع ملاحظة عدم وجود تلك القيود الإدارية أو تبسيط تلك الإجراءات الروتينية سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية مما نتج عنه زيادة النسبة في هاتين المرحلتين، والملاحظة الأخيرة تتمثل في الانخفاض الشديد للبحوث التي تم إجراؤها في مرحلة رياض الأطفال، ويعود هذا إلى سبب واضح للغاية وهو صعوبة تطبيق المقاييس التي تصنف هؤلاء الأطفال، لأن المقاييس بطبيعتها تتطلب قدراً معيناً من البلوغ والنضخ حتى تتضح الصفات الشخصية للمتعلم ليمكن عندها تصنيفه على تلك المقاييس، وربما يكون في هذه الحالة تطبيق تلك المقاييس على هؤلاء الأطفال ليس من خلال تعرض الطفل للمقياس ليحيب عنه بل من خلال مقاييس قائمة على الملاحظة الشخصية لكل طفل وفقاً لمقياس تقدير يتم من خلاله ملاحظة سلوك الطفل وتصنيفه وفقاً له.
الخلاصة: من خلال العرض السابق تم وضع التصور الخاص بتوزيع نوعية البحوث الخاصة بالتفاعل بين الاستعدادات والمعالجة، خاصة فيما يتعلق طبيعة وعاء النشر، وجنسية العينات في تلك البحوث، وأيضاً توزيع البحوث على السنوات وتطورها، وأخيراً توزيع البحوث بالنسبة للمستوى الدراسي للعينة


توثيق البحث:

 أد. نبيل جاد عزمي (2025)، بحوث التفاعل في الوطن العربي، العدد الأول، في: مجلة بحوث التفاعل، نبيل جاد عزمي ، https://nabilazmy.com/hmmjournaldetails.php?id=9 ، تاريخ الاسترداد: 2025/12/07